الأحد، 15 ديسمبر 2013

انهم يقتلون الموتي

انهم يقتلون الموتي
اضواء خفيه واصوات مميزه تنطلق في اماكن معينه تعطي اشاره لبدء التجمع ..فاليوم هناك غنيمه جديده لابد من تقسيمها علي الجميع .. كل طبيب ينهي اعماله مبكرا وينتقل للمشرحه في سرعه ولهفه ليتجمع حول جثه شاب في الثلاثين من عمره اكثر من طبيب كل يريد حصته .. تبدء العمليه والتجهيزات ولكن الجسد لازال ساخن كأن روحه لاتزال بداخله لم يفكر احد منهم هل يشعر الميت بالم العمليه .. هل يشعر باعضائه التي تغادر جسده دون رحمه او شفقه  ..ولكن ما يضير الشاه بعد ذبحها هكذا يفكرون و يعملون بدون ان تطرف لهم عين .. او تهتز قلوبهم .. العمل يجري بلهفه شديده .. تم فتح البطن العيون ملهونه لرؤيه الدماء التي لم تعد تتحرك وملهوفه لتقسيم الغنيمه هذا ياخذ الكلي وهذا الكبد وهذا القلب .. حتي عيونه لم يتركوها في مكانها لم يبالو بنظراته الحزينه وهو يشعر بعيونه تخرج من مكانها .. قلبه الذي يحمل كل مشاعره واحلامه يغادره وهو يتالم في صمت يكاد يبكي من قسوه العمليه .. يكاد يبكي من قسوه القلوب وانتهاك حرمته كميت .. فتم تصفيته كما يصفون العمليه .. وبعد ان تنتهي العمليه يتم خياطه الجسد يتمني ان تتوقف باقي احاسيسه وباقي خلاياه كي ينتهي هذا الالم به .. فيتركوه  ليصبح خالي من كل شيء سوي العظام ويتم تكفينه ووضعه في ثلاجه الموتي لحين استلام اهله بقايا جثته .. ودفنه دون ان يعلم احد ما حدث له .. ولكن اليوم غريب وهذا المتوفي ليس ككل السابقين فياتي اهله في الصباح لاستلام الجثه فيجدوه مكفن جاهز للدفن ولكن يصر اهله علي تغسيله علي يديهم والقاء نظره الوداع عليه فيتحدثون بذلك قبل عند استلام الجثه وسط بكاء الاهل .. فيحاول الاطباء اقناعهم ان اكرام الميت دفنه .. هؤلاء يتحدثون عن اكرام الميت بعد دفنه ولا يبالون باكرامه قبلها .. ولكن اهله يصرون ان يغسل في بيته وسط اهله فيشيط غضب الاطباء من انكشاف الواقعه فيرفضون اخراجه الا بعد توقيع تعهد استلام الجثه سليمه ومكفنه وجاهزه للدفن مباشره فيشعر الاهل بشي غريب ..  فيهددون باحضار الشرطه ان لم يكشف عن جسد ابنهم ليعلمو ماذا فعلو به ... فهذه المستشفي يدور من حولها الاقاويل كثيرا ولكن لم يستطع احد ان يثبت عليها شيء .. فيحضر كبير الاطباء الرجل الاول في العمل بوجهه البشوش واسلوبه اللين الذي يستطيع ان يقلب به الكلام لصالحه مهما كانت الظروف ..  فيتفاوض معهم علي جثه ابنهم ويساومهم بالمال الوفير ورغم انهم ذوي عز ومال الا ان البحر يحب الزياده فياخذون ثمن اعضاء ابنهم وياخذونه ليدفنون كأن شيئا لم يحدث .. وعلي اساس ان الحي ابقي من الميت ... فلا ضير ان يدفنوه ويتمتعون بماله .. فان كان موت فلا يكون خراب ديار .. وتنتهي احداث اليوم بصعوبه علي الجميع خاصه الاطباء الخائفين علي مصيرهم .. ولكن ها هو الانذار يدور مره اخري والاضواء تضوي  من جديد .. فتلمع كل العيون وتنسي ما حدث في الصباح لتستقبل غنيمه الليل بلهفه .. فهناك انوف تعشق رائحه الدماء .. واخري تعشق تذوقها
فانهم يقتلون الموتي
وصل اﻻحساس
تحياتي