تلفت حوله يمينا ويسارا وتاكد ان لا احد يراه في هذا الوقت المتاخر من الليل فاقترب من التمثال واخذ المعطف وفر هاربا وعندما وصل لشارع جانبي من شوارع العاصمه وضع الاشياء التي يحملها واخذ يقلب في المعطف يمينا ويسارا وبحث بجيوبه متاملا ان يجد حفنه مال توفر له الطعام والشراب لعده ايام ولكن اصابته خيبه الامل عندما وجده فارغا من ايه اموال ففكر ان يبيعه لاحد ممن يجلسون علي الارصفه مثله ولكنه فكر قليلا فممكن ان ينفعه في برد الشتاء فقرر الاحتماء به فلبسه واعجبه مظهره به ورجع الي مكانه علي الرصيف يمد يده لهذا وذاك يدعو لكل من اعطاه عده قروش ويدعو في سره علي من تجاهله وهكذا تمر حياته علي الرصيف الذي هو بيته تمر عليه الناس كل يوم
ولكن ماحدث في نهار يوم من الايام انه لم يقم من نومه يمد يده كالعاده فذهب احد المقيمين في الشارع يوقظه فوجده فارق الحياه تاركا خلفه اكياس بلاستيك يتغطي بها وبطانيه مهلهله ينام عليها وبجواره معطف ايطالي الصنع ولكن ذو رائحه كريهة فبعد ان حمله الناس لدفنه بدات السماء تمطر بشده فاخذت تحتمي من البرد والمطر تحت اي مظله تجدها تلوم نفسها انها لم تسمع صوت امها تذكرها ان الجو به مطر وتحثها لذياده لبسها ولكن عندها جعلها لا تصغي الا لصوتها ونزلت مشوارها لا تلبس الا ما يستر جسدها فقد ولكن لا يحميه من البرد او المطر لمعت عيناها فجاه عندما لمحت معطف ملقي علي الارض بجوار عده اشياء فكرت اتاخذه تحتمي به من البرد ام تتركه لصاحبه وبينها وبين نفسها تريد ان تاخذه فتلفتت يمينا ويسارا تراقب الطريق لا احد يسير الان والمطر يملاء المكان فاسرعت الي المعطف لبسته رغم رائحته الكريهه ولكن حدثتها نفسها ان الرئحه بعد اخذ حمام دافء ستزول انما لسعه برد يمكن ان تسبب لها الكثير خاصه ان بها جيوب انفيه ملتهبه فاخذت نفسها والتقطت ورقه كرتونه مقواه من جوار المعطف ورفعتها علي راسها وانطلقت مسرعه الي البيت وقبل ان تضرب الجرس خلعت المعطف بسرعه ووضعته في صندوق القمامه المجاور لاحدي الشقق المجاوره لشقتها وعندما فتحت امها الباب لم تعطيها فرصه للحديث معها فانطلقت للحمام اغلقته في سرعه واخذت حماما دافئ ازال عنها الرائحه الكريهة وخرجت تلفعت ببطانيتها واحضرت امها كاسه شاي لها كي تعطيها الدفء وتلومها علي عدم لبسها شيء ثقيل في هذا البرد فتظاهرت بالاسف والاعتذار لامها وانه ستر ربنا فقط هو من حرسها من الم دور برد محتم وعندما خرجت امها من الغرفه اخذت تشم نفسها تتاكد ان الرائحه زالت عنها وضحكت في نفسها علي شكلها وهي تشبه الشحاتين في معطف احد منهم ولكن تشعر بالامتنان لصاحب هذا المعطف الكريه الذي تركه علي الرصيف لتاخذه تحتمي به ولكن فجاه شعرت بتانيب الضمير ففكرت ماذا فعل هذا المسكين في هذا الجو الصعب فعكر عليها هذا مزاجها فاخذت تدعو وتستغفر ربها علي انانيتها وتتمني ان يسامحها صاحب المعطف لا تعلم انه منذ ساعات اصبح بين يدي الله لم يشعر ببرد الدنيا ويعلم الله وحده مصيره في الاخره
وصف الاحساس
تحياتي
هناك 12 تعليقًا:
قصة رائعة وصف
تسلم ايدك
مع خالص تحياتى
و لازال المعطف
حائر بين البشر
هى نفس حيرة البشر مع انفسهم
..........
جميل جداً بجد
تسلم ايدك
(:
جميلة القصة لكنك زيدتيها صعوبة
من ستلقف ذلك المعطف من صندوق القمامة
هذا ما تجيب عنه الايام القادمة
تحياتى و تقديرى
السلام عليكم
فكرة القصة جميلة
تقبلى تحياتى
تامر نبيل
شكرا ليك يا تامر
نورتني جدا
تحياتي
رامي
اكيد الحيره في يوم هتنتهي
نورتني جدا
تحياتي
ابراهيم رزق
اول مره تشرفني فنورت المدونه
ما تقلقش الصنادق بتاعت القمامه بتتفرز كويس وزي المعطف ده هيتباع في سوق الكانتو وممكن تلاقيه متغلف ومتباع في ارقي محلات
نورتني جدا
تحياتي
ذو الوجه المبتسم
شكرا ليك جدا
نورتني جدا
تحياتي
صباح الورد
وتتناقل الأيادي ذات المعطف وسؤال
يرتسم على شفاهنا من سيتلقفه هذه
المرة ليمتعنا بسرد حكاياته ؟؟
ما أبشع الحرام ولو أن له رائحة
لفاحت من أجسادنا مثلما حصل للمعطف
وأسفي على من خسر الدنيا والأخرة
فلا هو الذي طال نعيم الأرض ولا هو
الذي أتقى لهيب جهنم ..
قصة أكثر من رائعة وإن كنت أرى
الفتاة أخطأت بنفس خطأ الشحاد .
دمتي مبدعة
تحياتي وإحترامي
ريبال
اول مره تشرفني فنورت المدونه
شكرا ليك جدا
تحياتي
تسلم إيدك الجزء رائع و بعتذر عن تأخري في النشر.
أرق تحية لكي
شيرين سامي
ولا يهمك يا جميل
شرفتيني ونورتي المدونه
تحياتي
إرسال تعليق