مفارقات في النعم

سمعتها تحكي فقالت

كنت ضمن الذين اشتركو في عمل حفله لصالح المعاقين للترويح عنهم

قسمناهم ثلاثة اقسام

قسم للصم والبكم وقسم للعمياء وقسم اخر للمعاقين ذهنيا

القسم الاول الصم والبكم اخذو في اللهو واللعب باصوات عاليه

صرخات لا يسمعونها ولا يدرون ان الاخرين يتاذون منها

والجزء الاخر عمياء يجلسون في مقاعدهم التي خصصناها لهم لا يحركون ساكنا

والجزء الاخير المعاقين ذهنيا بحركاتهم وتصرفاتهم التي ليس لها تفسر

فعقدت المقارنه بينهم وجدت ان الصم والبكم اقلهم اعاقه من الاخرين

 فهم يمكنهم الرؤيه التي وحدها تمكنهم من التعرف علي الاشياء والاماكن

دون الحاجة لاخرين يعلمونهم طريقهم

ونظرت الي العمياء وجدتهم منذ ان احضرناهم لا يتحركون فعلمت ان الاعمي غريب

فهو في مكان غير مكانه لا يتحرك لانه لا يعرف اي طريق

فان احتاج لقضاء حاجة لابد ان ياتي اخر يصنعها له

وايضا لا يعرف الاشياء ان حكيت له عنها فلن يعرف ان البحر ازرق لانه لا يعرف الالوان

ولم يري البحر من قبل وكذلك لن يعرف شكله

وبينما انا اتابعهم بنظري جائني طفل من الصم والبكم

واشار الي العمياء واشار الي فمه ورسم بملامحه ضيق العيش

فهمت منه انه يشفق عليهم رغم انه ايضا معاق ولكن من درجة اخري

ونظرت للمعاقين ذهنيا وجدت ان العمي افضل درجة من الذي لا يعلم عن العقل شيء

 فهو يصرخ ويلهو دون ان يفهم ولن يفهم حتي ان حاولت معه

فاخذت اتذكر حالنا وكيف اننا لا نقدر النعم التي انعمها الله علينا

 وفقد نسب ونلعن حال دنيتنا التي اخذت منا الكثير ولم تعطنا

انتهي حديثها و انتهي معه تجولي في تخيلي للموقف

لا اعتقد ان الموضوع محتاج تفسير اكثر من تلك المفارقه ازيد علي ذلك شيء اصابني الايام الاخيرة وهو ضيق التنفس شعرت فعلا بالفرق قبله وفيه وبعده  نعمات نملكها ولا ناخذ بالنا منها ولا نحمد ربنا عليها

وشعرت انها افضل نعمة علي الاطلاق ان تتمتع بنفس سالك لا يعاني من ضيق ولا اختناق

ونترك النفس تلهو بالشكوي لضيق الرزق والحال

فصدقت الدعوة  اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا ابدا ما احييتنا واجعلها الوارث منا

وصف الاحساس

تحياتي