الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

بعد المداوله .. قصه قصيرة


" البقاء لله  "
خرج الطبيب من غرفه الطوارئ يخبر اهل المريض بهذه الكلمه فلم تحتمل امه فصرخت ابني تركهم الطبيب واخبرهم انهم يمكنهم اخذ المتوفي لاستخراج شهاده الوفاه ودفنه وبالفعل انتدب طبيب من الصحه للكشف عليه واستخراج شهاده الوفاه والسبب حادث سير ولكن .. ما ان راي الطبيب المتوفي حتي شعر بان شيء غريب قد حدث وليست الوفاه نتيجه الحادث او اهال الاسعاف فكتب في تقريره  لا يري الحاله طبيعيه ولابد من تشريح الجثه الامر الذي اقلق الطبيب المعالج والطبيب صاحب المستشفي .. فحضرت الشرطة واخذت المتوفي وعندما جاء الطبيب الشرعي لفحص المريض...و لفت نظره تجلط الدم في يده مكان حقنه نقل الدم ... فظن ان الدم المنقول من غير فصيله المتوفي ... لذلك لم يقبله الجسم فمات المريض فاخذ عينه من دم المتوفي وجزء من الدم المتجلط وهاله ما وجد فالدم ليس بشري علي الاطلاق .. فهو يبدو كانه طبيعي ولكن النسب به مختله والمكونات ليست كامله ... ظن انه من دماء حيوان ... فسال احد الاطباء البيطريين ولكنه نفي ان يكون هذا الدم ده حيوان فاحتار في امره .... فتقدم ببلاغ للشرطه بالواقعه وتم التحقيق مع الاطباء والممرضين فلم يجدو شيء ...فطلب الذهاب لبنك الدم بالمستشفي . ولكنهم رفضو لانه لابد من اذن من الطبيب مالك المستشفي وعلي الفور تم استخرج تصريح من النيابه بتفتيش المستشفي بالكامل وتم اكتشاف شيء غريب .. قسم لا يدخله احد مكتوب علي باب ممنوع الدخول .. و عند فتحه يبدو وكانه معمل خاص حيث اجهزة غريبه ليست معروفه واشكال واسلاك واجهزة حاسوب منتشره في كل مكان وانابيب الدماء في كل مكان .. اصدرت النيابه امر بالتحفظ علي المعمل وتشميعه لحين فحصه وتم القبض علي صاحب المشفي وشخص اخر عرف بعد ذلك انه ابن اخت صاحب المستشفي ووظيفته مهندس اجهزة طبيه وهو الوحيد المصرح لدخول هذا المكان .. وفي التحقيقات ومع التشديد علي المهندس الشاب تبين انه كان يريد ان يحل مشكله تؤرق العديد من الناس ...  وينهي باكتشافه مخاوف نقل الدم ... فبدا في البحث والتفكير ولكن لم يخبر احد الا خاله الطبيب ...الذي شجعه وخصص له جناح خاص في مشفاه ليمارس فيه تجاربه ..
الاول بحث عن كيفيه تصنيع الدم في جسد الانسان وساعده خاله وبدء في صنع اجهزه مشابهة للقلب والكبد والطحال ونخاع العظام  وكل شيء له علاقه بتصنيع الدم ...وصنع برنامج كمبيوتر يكون بمثابه مخ الانسان ... يدخل بيانات الدم المطلوبه الفصيله ... والكميه و نسبه الحديد... و البلازما ...المواد الاخري ويعطي امر التشغيل  ففي هذه الاسلاك الكثيره والدقيقه تندفع مكونات الدم  كل من وعاء متصل بشكل يجعله يحرك الماده باتجاه  الجهاز المطلوب لتبدء عمليه تكوين الدم .... في الاول واجهته مشاكل كثيره من اختلاط الدم الصناعي بالدم البشري وايضا الجينات الغير موجوده بالدم فعمل جهاز اخر يخلط به الدم الصناعي بعينه من دم المريض المطلوب ... نقل دم له وبذلك تكون تكونت كميه دم كثيره من دم المريض
كانت فرحته كثيره عندما تم جهازه واخرج منه كميه دماء صناعيه ...فاحتار كيف يتاكد من صحتها .. اراد ان يجعله مشروع تخرجه من كليه الهندسه ولكن خاله الطبيب زين له انه بامكانه تجربته علي مريض فقير لن يبالي بامره احد .... ولا يعرض الجهاز علي اي احد لانه يمكن ان يسرق اختراعه ولن يستطيع مره اخري ان يستعيده فوافق علي اختباره ... رغبه في ان يري نجاحه امام عينه ... وفي غرفه العمليات تم وضع الدم الجديد في يد المريض واستجاب الجسد له و شفي المريض بالدم الصناعي الذي لم يعلم احد من اين اتي هذا الدم ... فاوقف البحث وثبت الفكره والاجهزه ...  فتطورت فكره خاله واحلامه وشرع في عمل بنك للدم في مشفاه ولكن لا احد يعلم من اين ياتي ... والمعمل الخاص بابن اخته كما هو يعمل به هو وحده ... يصنع الدماء بالكميات المطلوبه وغرته كلمات خاله عن الربح الوفير والمكسب الكثير الذي لمس اثرهم من اول ايام عمله فاحيانا يظن انه لم يخطئ ... واحيانا يشعر بجرم وحرمانيه ما فعل فهو بلا ترخيص وبلا استئذان ... ويعتبر تجارب في البشر فتم التحفظ علي الجهاز ... وعمل قضيه لتحويل الطبيب والمهندس للقضاء بتهمه اتجار في دماء صناعيه بدون ترخيص و تم وضع المتهمين في السجن لحين المحاكمه
في المحكمه اتهمت النيابه المتهمين بالاتجار في الدماء الغير صالحه والتربح من ماده فاسده
برر المهندس عمله بانه اراد انهاء حاله الذعر من عمليه نقل الدم و افاده البشر وقدم مستندات تثبت ان الدماء الصناعيه انقذت حياه الكثير من المرضي
تمسكت النيابه بطلبها توقيع اقصي عقوبه وشطب اسمائهم من الكشوف  النقابيه .. بينما تمسك الدفاع بان القصد هو المصلحه العامه و طلب تسويه قضائيه وجعل الجهاز شرعيا
سمع القاضي اقوال النيابه والدفاع وشهود الاثبات والنفي ورفعت الجلسه للمداوله وسط حيرة الحاضرين تري ماذا سيحكم القاضي في هذه القضية هل سيقضي علي حلم المهندس الشاب ام سيعطيه فرصه اخري
وصف احساس
تحياتي

هناك 9 تعليقات:

كف عاليا يقول...

مش عارفة وصف انما الاعمال بالنيات ولكن هيهات هيهات ان يوازى صنع البشر رب البشر وعلى فكرة انا سمعت فعلا ان العلماء فى الخارج بداوا فى ابحاث فعلية لتخليق الدم تحياتى اليك

أحمد أحمد صالح يقول...

الحكم في هذه القضية لا يحتاج لقاضي، بل لفيلسوف!
ذكرتيني بممجموعة قصصية لتوفيق الحكيم عنوانها عدالة وفن،عندما ينظر القاضي للقضية من منظور فلسفي وفني وليس من منظور قانوني، فعندما تحسن النوايا وتسوء الأساليب يكون الحكم طبقا لنتيجة العمل، وحتى نتيجة العمل هنا متعاكسة!
..
فكرة القصة جميلة،وضغتيها بشكل كويس وإن كان بتسرع قليلا،ويبدو أن لديك خبرة في تصنيع الدماء لأنك وصفتي عملية تصنيعها بشكل سلس!
عادة العلم يكون من أجل خدمة المجتمع، فلا تخدمني وتخدعني!
..
كل التحية وصف

محمد سلامة يقول...

جميلة جدا
تحياتى

هبة فاروق يقول...

حلوه الفكره وجديده يا وصف
عجبنى كمان سردك واسلوبك السلس
احيى خيالك الخصب
تحياتى

مروه زهران يقول...


لازم يتعاقب
ومش هيتكون اتظلم
هو اللى ضيع حلمه بطمعه

دايما أفكارك جديدة وجميلة جدااا
دمتِ مبدعة

ميمونة يقول...

جميلة ومحيرة في نفس الوقت بس لازم يتعاقب لان مش كل مرة تنجح وينجي احد من الموت برضو في ناس كثيير ممكن تموت بسبب كده مع ان دا قضاء وقدر بس برضو الاخد بالاسباب واجب
تحياتي

ذو الوجه المبتسم يقول...

السلام عليكم
اولا القصة جميلة
ثانيا اسف لانى مش بادخل المدونة من فترة طويلة وقليل ما ادخل نت

ان شاء الله نرجع ونلتقي تانى عبر المدونات

تحياتى

نسرين شرباتي "أم سما" يقول...

جميلة الفكرة يا وصف
الخطأ ليس فيما فعله الشاب
بل يجب عليه ان يلاقي الدعم والتمويل اللازم
أخطأ الشاب فقط في ممارسة أفعاله من غير ترخيص!
برأيي يجب أن تحسّن الدولة من أدائه وتتيح له ما يريد حتى يرقى بدولته وأمته

غير معرف يقول...

حلوة الفكرة جداً ... لا يعاقب ما دم اختراعه مفيد للمرضى ... متابعة لك عهود :)